عجاج الأيزيدخاني
الأيزيدية ليست مجرد ديانة بين الديانات، بل هي تجسيد حقيقي لهوية مجتمع يتكون من عادات وطقوس ومنظومة قيم ونظام الحد والسد والعبادات والاعياد والمراتب الدينية ( شيخ وبير ومريد ) ، تحمل في طياتها سردية طويلة من النضال والصمود واسرار الخليقة والكون . ان الدين الايزيدي يقوم على علم شيخادي المكون من النصوص المحفوظة على صدور المراتب الدينية ،قصة الخليفة لملك فخردين (ع)، تذكر الخالق خودان ملف احد الملائكة لإدارة شؤون الكون . ولتعريف الناس بالحقاىق الدينية الايزيدية ، يجب معرفة القصائد والاعراف والاساطير التي يطلق عليها (المثلوجيا الايزيدية ) .بعض الكتاب والباحثين الايزيديين وقعوا في اخطاء بليغة منها :الخطأ الأول ، بتقديم المثلوجيا على النصوص الدينية تحت ذريعة ان النصوص تعرض عدد من سبقاتها الى تحريف وتشويه . الخطأ الثاني ان طاؤوس ملك هو (عزازيل ) والخطأ الثالث خليقة ادم وسجود الملاكمة . الخطأين الثاني والثالث تعيير عن اسطورة ورثناها عن الديانات الابراهيمية . بينما قصة الخليقة الايزيدية لم يرد فيها قصة السجود لأدم . ولا ذكر لعزازيل ، لان طاؤوس ملك ليس من بين الملائكة السبعة . واسم عزازيل دخيل .ويعزى اسباب هذه الأخطاء الى كتابات المسلمين من أمثال عبد الرزاق الحسني والديوجي واحمد تيمور وغيره . ووصل الأمر لشخص من المريدين الايزيديين ليس له منزلة رجل دين إضاف ابيات شعرية ادعى انها نصوص دينية . هذه الأخطاء ساهمت في تشويه الحقيقة الايزيدية . نحن نعيش في زمن الفوارق الاجتماعية وانتشار التسيس وانخراط بعض رجال الدين بلا وعي في الاحزاب الشعبوية .هذا الواقع أدى الى تغيرات في المفاهيم والقيم الاصيلة التي كانت سائدة في ماضينا القريب ، كل ذلك أدى الى تقديم صياغات بعيد عن الحقيقة وعن الرموز والشخوص المقدسة عند الديانة الايزيدية .وبالتالي تغيير عقول الناس ببرامج اعلامية رخيصة وضحلة .الأيزيدية بايجاز هي دين ومجتمع يعبد ابنائها الخالق من خلال الملائكة وقوانين الطبيعة والفلك . إنها ديانة لا تعرف وجود نبي مثل الديانات الأخرى المندائية والابراهيمية بل تستند الى الايمان بالوحي الروحي الذي يتجلى في الاحتفالات والطقوس التي تأخذ أبعاداً ايمانية وطبيعية .هذا الارتباط العميق بالطبيعة والكون يشكل جوهر الوعي الأيزيدي ويعكس فلسفة روحية عميقة وغنية بالرموز.الأيزيدية القديمة النابعة من التراث الحضاري السومرية الذي وضع محددات الترابطةالجدلي بين هويتنا القومية ولغتنا السومرية . وعقيدتنا الدينية . الخالية من الشوائب والكلمات الدخيلة .ان مفهومنا القومي الانساني ليس انتماء سياسي كما يتصورة البعض ، بل هو انتماء اجتماعي وحضاري . وللوصول الى فهم حقيقي لطروحاتنا الخالية من الرومانسية العاطفة والتحكم بلغة العقل . أولا ، الحاجة الى ولادة جيل جديد من المثقفين والمعلمين ورجال دين متنورين وكتاب وادباء مبدعين في كتاباتهم التي تنمي الوعي المجتمعي .وثانيا ، ابتعاد الشباب الايزيدي عن الأنتماءات السياسية للتخلص من ركام التخلف والخرافة التي ينشرها اعلام الدخلاء ، حينها نكون قادرين على خلق اجيال من الشباب اوفياء لدين طاووس ملك ولدماء الشهداء والمخطوفات .هذا هو التعبير عن معنى الهوية الثقافية، بل هو وسيلة للبقاء أمام سيل المحن والمجازر التي تعرض لها الأيزيديون عبر التاريخ.في ختام هذه الرحلة عن تاريخ وثقافة وديانة الأيزيديين، يجب التأكيد على أهمية الحفاظ على هذا الموروث التاريخي وعلى الهوية القومية في وجه التحديات الجسام.