عجاج الأيزيدخاني
الإيزيدية، عقيده توحيدية شمسانية باطنية شفاهية مغلقة غير تبشيرية قديمة قدم التاريخ لحضارات بلاد الرافدين . وهي جزء من التراث الديني والاجتماعي للحضارة السومرية .مرتبطة مع النظام الديني الاداني .الايزيديين قوميين بهويتهم الاجتماعية والتراثية والتاريخية ، جذور الايزيديين ليسوا عربا او كردا او فرسا او تركا . هويتها عراقية انسانية متجذرة في العهود السومرية وحتى اليوم . لذلك تعد الديانة الإيزيدية واحدة من أقدم وأعمق الديانات التاريخية، حيث تعود جذورها إلى عصور ما قبل التاريخ، مرتبطةً بشكل وثيق بالحضارة السومرية القديمة. تتميز هذه الديانة بعاداتها وطقويها وأعيادها الفلكية التي تؤكد على علاقتها العميقة بالطبيعة والكون منذ بداية الخليقة . وعبر الزمن استطاعت الثقافة الايزيدية أن تحافظ على هويتها رغم التحديات الجمة التي واجهتها.تتجذر الديانة الإيزيدية في حضارة السومريين، تلك الحضارة التي كانت تزدهر في ما يعرف اليوم بالعراق. طقوسها وأساطيرها تعكس العمق الثقافي والروحي للسومريين، مع تقديس الطبيعة وتأليه عناصرها وتعزيز العلاقة الحميمة بين الإنسان والكون.وان حفاظ التراث الايزيدي لرمزي الشمس والقمر، الى يومنا هذا دليل ساطع على اصالة هذه العقيدة ،وامتدادها لحضارات سومر واكاد لالاف السنين . فكلكامش بطل الملحمة يرمز الى الشمس باسم شماس او شيشم اليوم . بينما انكيدو رفيق كلكامش يرمز الى القمر . وهذا ما تؤكده العادات والتقاليد والطقوس الايزيدية ، فهي تعكس تقديسهم للبيئة والكون. وتجسيد لفلسفتهم في الحياة وعلاقتهم الوثيقة بالأعياد الايزيدية التي كانت تجري في معابد ايزيدا حيث تمثل الانسجام والتواصل بين الإنسان والكون. هذه الأعياد مبنية على التقويم القمري والشمسي، وتعكس عمق فهم الإيزيديين لمكانة الإنسان في هذا العالم.كما ان نظام العبادة الايزيدية يتميز بالتنوع والتعدد في الملائكة مع وجود الخالق الاعظم يُعرف بخودي او ايزي . تُظهر هذه التقاليد بخصوصية تعكس عمق واصالة وقوة العقيدة الإيزيدي . البروفيسور خليل مراد القى الضوء على الهوية الإيزيدية، مؤكدًا الروابط بين الإيزيدية والحضارة السومرية. والى كيفية تطورها عبر الزمن ومساهمتها في إثراء الثقافة الإنسانية على مر العصور.الايزيدية تمر اليوم بحالة اضطراب ثقافي، بعد تسلل الثقافة الكردية والفارسية الى التراث الايزيدي.يحاول بعض المثقفين الايزيديين المحسوبين على التراث الكردي السياسي تكييف محاولاتهم الدخيلة لاعادة كتابة التراث الثقافي الايزيدي والسعي لتشويهه .ولكنهم يتعرضون بالفشل لاصطدامهم بحلقات روحانية وتاريخية ايزيدية يصعب ازالتها من قاموسهم . منها دور شيخادي (ع) ، نعتقد أن حقبة زمنية غير قصيرة ستمر على التراث الايزيدي من أجل تنقيته من التشويهات ، لاعادة التوازن للشخصية الايزيدية . وتقع على عاتق المتنورين من رجال الدين والمثقفين القوميين ازالة السلبية والضبابية التي تسللت في الخفاء الى التراث والتاريخ الايزيدي الذي يرفض الانسجام مع طروحات فاسده.