عجاج الأيزيدخاني
في عصرنا الحديث تتعدد القصص والروايات حول النزاعات والصراعات السياسية والدينية، لكن قلة منها تلقي الضوء على الجوانب المظلمة والخفية التي تلعب دوراً محورياً في تشكيل مسار التاريخ. إحدى هذه القصص المثيرة للجدل في الرأي العام العالمي تدور حول الدور الذي لعبه مسعود بارزاني في الجرائم التي تعرض لها الإيزيديون على يد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام من العام ٢٠١٤تأكيدات تورط مسعود بارزاني و عائلته مع داعش:توجد العديد من التقارير والشهادات التي تؤكد كيف شارك مسعود بارزاني الزعيم الكردي في اتفاقات مؤكدة مع تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام. هذه الاتفاقات كانت عائلة البرزاني لها اهداف واضحة منها: القضاء على الهوية الإيزيدية وتحويل الإيزيديين إلى الإسلام بالقوة. كانت هذه الأفعال بمثابة خيانة للقيم الإنسانية حيث تم التفاوض على حياة الأبرياء من أجل مكاسب سياسية وإقليمية و من اجل بناء دولة اسلامية كردية على حساب الشعوب الاصلية للمنطقة.دور بابا شيخ في محاولة إنقاذ الإيزيديينفي مواجهة هذا الظلم لم يقف بابا شيخ الزعيم الروحي للإيزيديين مكتوف الأيدي انما سعى بكل جهد لإنقاذ شعبه من خلال التواصل مباشرةً مع مسعود بارزاني طالباً منه التدخل لإنقاذ الإيزيديين ضنًا منه ان عائلة البرزاني ستفي بوعودها التي قطعتها على نفسها وأكدت عليها مرارًا وتكرارًا في الاعلام. إلا أن الرد قد جاء صادماً ومخيباً للآمال حيث أبدى بارزاني تجاهلاً للأمر واقترح تحول الإيزيديين إلى الإسلام كحل نهائي للأزمة.لقاءات مسعود بارزاني مع قادة داعش:تُضيف الشهادات والوثائق المتاحة بُعداً آخر على هذه القضية إذ تُشير إلى لقاءات متكررة بين مسعود بارزاني وقادة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام ليس فقط في أماكن مثل سنجار ولكن أيضاً في عاصمة الأردن عمّان. تبدو هذه اللقاءات عند التمعن كجزء من مفاوضات موسعة لمنح داعش إمارة كردية في الأراضي السورية والعراقية كثمن للتحالف المزعوم.الأدلة عن منح داعش إمارة كردية:الغريب في الأمر أن الأدلة التي تتوالى حول تورط بارزاني وتعاونه مع داعش تشمل وثائق وتسجيلات وشهادات شهود عيان جميعها تؤكد هذه التحالفات الخطيرة بالإضافة الى تصاريح القادة الامنيين الكرد في سنجار قبل احداث الثالث من اب عام ٢٠١٤ كان الهدف من هذا التحالف ليس فقط السيطرة على مناطق جديدة بل وأيضاً التغيير الديموغرافي والديني للمنطقة عبر استهداف الإيزيديين.مقاومة الإيزيديين في سنجار وإحباط الخطط:في مواجهة هذا التحالف الغادر لم يقف الإيزيديون مكتوفي الأيدي انما اظهروا الشجاعة والبسالة في المقاومة و التصدي للغزو المتوحش من قبل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام في مناطق الايزيدية في سنجار وبقية المناطق التي يقطنها الايزيديين. و تمكن الايزيديين رغم ضعف امكانياتهم و رغم الغدر والخيانة من إحباط العديد من خطط داعش وحلفائهم. إن قصة المقاومة الإيزيدية هي شهادة على قوة ارادة الإنسان والتمسك بالهوية والحرية ضد كل المؤامرات والصفقات السرية منها والعلنية التي تهدف إلى محوهم من الوجود.اظهرت قصة الإيزيديين و عائلة البرزاني أن تفرد عائلة واحدة بالحكم او مجموعة من الاشخاص بالسلطة بشكل انتهازي يمكن أن تأخذ منحى خطير جدًا كون هؤلاء يدعون الديمقراطية والحرية و يدعون تقبل الاختلافات السياسية والدينية إلا انهم في الحقيقة عبارة عن مجموعة من المتشددين دينيًا وسياسيًا ويتسلطون على الشعب ولا يتوارون عن استخدام الأديان والهويات العرقية والطائفية كأدوات لتحقيق مآرب سياسية ضيقة. يجب على الرأي العام العالمي الانتباه والتعلم من هذه الأحداث لضمان عدم تكرار مثل هذه المأسي من جديد. إن قصصًا مثل قصة الإيزيديين تحت سطوة عائلة البرزاني تذكرنا بأهمية الوقوف دائمًا إلى جانب الحق والعدالة وضرورة حماية الأقليات والحفاظ على التنوع الثقافي والديني لكافة المجتمعات.