اللغة والهوية: ركائز جوهرية في ميدان الثقافة الإيزيدية .

عجاج الأيزيدخاني

الايزيديون هم شعب يحمل تاريخا عميقا يعود جذوره الى الحضارة السومرية ، حوالي 5000 سنة ق.م .وفي كتابه مقدمة في تاريخ الكنيسة الاشورية للمؤلف البريطاني وليام انظر مكيرم الذي نشر لأول مرة عام 1910م ، يذكر إسم الايزيديين بمكانتهم البارزة والاثرية في تاريخ المنطقة سنة 339 م . لهذا القدم كان ولا يزال للايزيدين ثقافتهم ولغتهم السومرية الاصلية المتمثلة اليوم في لغة الأباء والاجداد السنجاريين ،التي هي جزءا اصيلا ومكمل للهوية القومية الايزيدية المتميز عن القوميات الأخرى في العراق ومنطقة الشرق الاوسط القديم . وهذاه الهوية تمتد لالاف من السنين في تاريخ بلاد الرافدين القديم . وهذا دلالة على الارتباط الوثيق بين اللغة وأسس الهوية في مجتمع ايزيدي قديم وحديث . ان استكشاف عميق تلك العلاقة يفهم من خلال التاريخ الإيزيدي وجذورة المعبر عنه في النصوص الدينية القديمة، والميثولوجيا الإيزيدية والمخطوطات والرسوم الاثرية الحجرية والطينية ، فضلا عن كتب الرحالة الذين اكدوا بما لا يقبل الشك في كتاباتهم ومفرداتها ، ان الايزيديين من اصول سومرية .

اكأدية بابلية لهم تراث وتاريخا وحضارة.والحديث عن التراث والتاريخ القديم يعتبر الإيزيديون من بين الجماعات الدينية في المنطقة وديانتهم كانت ديانة الدولة يحتفل فيها القادة السياسيين والعسكريين ورجال الدين والعوائل والكهنوت في المعابد والمتاحف ، كانوا يشكلون مكوناً ثقافياً ودينياً ولغويا . و تكشف الأبحاث والدراسات التاريخية في السوشيال ميديا منذ سنوات عن أصول إيزيدية تمتزج بين العرق والدين في نسيج اجتماعي وحضاري ، يحكي قصص ومرويات ورسوم منحوتات تؤرخ الى التطورات والتحولات في العهود السياسية والاجتماعية التي مرت بها المنطقة .ولعبت النصوص الدينية الإيزيدية دورًا حاسمًا في الحفاظ على العقائد والتقاليد والطقوس والاساطير الإيزيدية. التي تعد من بين اهم الوثائق الروحية القديمة الموجودة في المتاحف العالمية الأوربية ، يكمل ذلك ما قدمه طلاب الدراسات العليا ماجستير ودكتوراه في التراث والتاريخ القديم ، من كتابات وتحاليل للوثائق ، تؤكد على غنى وعمق التراث الإيزيدي التاريخي . بأن هذه النصوص تعكس علما ( ايكولوجية ) للتعبير عن حياة وفلسفة المجتمع الإيزيدي.

الأبجدية اللغوية الإيزيدية الخاصة ، تُعد شهادة على ثراء ثقافتهم وتطورها عبر الزمن. هذه الأبجدية تضم حروفًا فريدة تفتقر إليها العديد من اللغات العالمية، تؤكد على الأصالة والهوية الفردية للغة الإيزيدية. من خلال هذه الأبجدية، تم تدوين مخطوطات وكتب تاريخية ايزيدية تعكس العمق الثقافي والديني لهذا المجتم .وتشكل المخطوطات والكتب المكتوبة باللغة الإيزيدية القديمة شاهداً على تاريخ ومكانة اللغة التي كانت واسعة الانتشار جغرافيا بدأت بالمسمارية ثم الاكادية ثم الارامية . وفي العهد الاشوري ظهر اسم السريانية قبل وبعد انتشارا المسيحية . معظم الوثائق المحفوظة في المتاحف الانكليزية واليونانية ، تخضع للدراسة لتقديم فهم أعمق لتراث الإيزيديين الثقافي والديني. إن اختلاف حوالي 60% من مفردات اللغة الايزيدية لا تزال متميزة عن أية لغات أخرى مشابهة ، يبرز فيها الفرادة والتميز الثقافي للإيزيديين.فضلا ان أهمية اللغة وللهوية الإيزيدية لها محوريًة في الحفاظ على التراث الاجتماعي والحضاري للايزيديين في وجه التحديات الزمنية. وان محافظة الإيزيديين على لغتهم، مع تنوعها الفريد وابتكارها الأبجدي الخاص بها ، يشكل أساس ثقافتهم ويعزز من قدرتهم على البقاء كمجموعة بشرية متماسكة ذات تراث غني ومتفرد.

وعلى أساس الفهم ، ان اللغة ليست مجرد وسيلة للتواصل بل هي حاملة لأفكار وتقاليد ومعتقدات هذا المجتمع الاصيل العريق. نختم حديثنا بالقوليظل الإيزيديون شاهدين على قوة اللغة كركيزة للهوية والتراث. من خلال استكشاف تاريخهم، ونصوصهم الدينية، بأبجديتها، ومخطوطاتها يمكننا الإشادة بالثقافة الإيزيدية كجزء لا يتجزأ من تاريخ الإنسانية. الحفاظ على لغتهم ليس مجرد واجب وإنما تعبير عن الاعتزاز بالهوية والتراث الذي يميزهم.

Related posts

محاولات الأكراد لمحو الديانة الإيزيدية بكل الوسائل.. رووداو نموذجاً

الازياء الأيزيدية

قراءة صورية

1 تعليق

Miran مايو 25, 2024 - 6:47 ص
هل المؤلف البريطاني وليام في كتابه ذكر اسن الايزيدية بهذا الاسم .اما باسم آخر. كيف حدد ان لغة الاسنجاريين هم من أصول سومرية ؟
Add Comment