عجاج الأيزيدخاني
المجتمع الإيزيدي في العراق خاصة ، شهد انواع من التحديات ، اثرت تاثيرا خطيرا على مكانة الايزيدية كمجتمع وتراث ديني ، منذ عدة قرون ، نستطيع ان نحدد ثلاث مراحل من التحديات . المرحلة الأولى ، ظهور الادانية في القرن الوسطى التي اخذت شكل الدولة والنظام القانوني للتراتيب الايزيدية( الشيخ والبير والمريد ) و تحديد محرمات الزواج بين الشمسانية والادانية والبيرانية والحد والسد و الامتداد التاريخي السومري الذي منح الايزيدية شرعية تاريخية دينية في دول وادي الرافدين . المرحلة الثانية التحديات الخارجية ، تتمثل بالهجمات العسكرية الاسلامية على الوجود الايزيدي لاذابة وصهر هذه الديانة القديمة في المذهبية الاسلامية السلفية. استمرت هذه الحقبة لعدة قرون في الدولة لعثمانية والدول الفارسية الاسلامية والصفوية ، وكان الاكراد دور في التعاون مع تلك القوة الدولي للقضاء على الايزيديين . واتصفت هذه التحديات برسم صورةً غير مستقرة للواقع ايزيدي لعدة قرون أدى الى انتشارا الفقر والامراض والجهل والتخلف والخرافة في العادات والاعراف والمثلوجية الدينية الايزيدية.المرحلة الثالثة التحديات الداخلية :التي بدأت فعليا بعد قيام هجمة داعش على سنجار في 3 اب 2014 التي كانت لها نتاىج وخيمة وخطيرة على مصير المجتمع الايزيدي في العراق عدة نتائج هي :1 . الابادة الجماعية التي احدثتها العنصرية الاسلامية باستخدام القتل والسبي وتدمير القرى والنزوح الداخلي لمخيمات إقليم كردستان في شمال العراق الذي مارس ادوار لا انسانية في الاساءة الى كرامة العوائل الايزيدية طيلة عشرة سنوات ، ومنع عودتهم الى قراهم ومجمعاتهم الاصلية في سنجار . 2 .اللجوء الى دول الاتحاد الاوربي وكندا واستراليا . للحصول على أماكن توفر الحرية والحماية والامن المجتمعي . لكن إصدم المهاجرين بانظمة وقوانين داخلية تقود الى اندماجهم والانصهار في تلك المجتمعات بعد اكتسابها عادات ولغة وعادات وقبم غريبة تؤثر على خصوصية الدين والتراث الايزيدي ..3.بروز تحدي كردي تمثل بتسيس الايزيديين والامارة والمجلس الروحاني الذي أحدث انشقاق افقي بين جماعات موالية وجماعات مضادة .4. مخاطر التحدي الخارجي يساهم في تفكيك النسيج الاجتماعي الايزيدي القائم على الهوية القومية واللغة والتراث والدين الايزيدي . وأن أبرز هذا التحدي مشكلة التوازن الاجتماعي بين توفيربيئة أمنة في دول المهاجر ، والبحث عن مستقبل للاجيال القادمة، تضمن لهم العيش بكرامة وأمان. هذه التحديات والتهديدات الداخلية والخارجية ، كان لها تأثيرات عميقة للحفاظ على مجتمعات تعاني من ضعف وانهيار في عاداتها وقيمها الثقافية والدينية ، ولعل معالجة حالات التفكك والضعف الذي تمر بها الايزيديين وخاصة بين الشباب الواعي تتطلب ايقاف تداعيات تهديد الهوية القومية ودعم مدرسة تعليم اللغة السومرية وحفظ التراث الثقافي والديني . واقامة مدارس دينية تعالج التشويهات والتحريفات التي مارستها جهات سياسية محسوبة على الاحزاب الكردية . وجهات عنصرية اسلامية . فضلا عن تشكيل لجان اجتماعية وتربوية لحماية الايزيديين من التحلل الاخلاقي في الدول الاجنبية لمنع تغيير منظومة القيم الاجتماعية والدينية تحت نظام الاندماج الداخلي .فضلا عن وضع حد لتعددية مراكز قوى الامارة الايزيدية التي تمر بحالة الانقسام الروحاني في واحدة تعد تحدي اخر بواجه الإيزيدين في سعيهم التخلص من دوامة الأزمات. ناحظ تعددية الامراء ، أمير متحزب يقود مجموعة من الايزيديين مدعوم من حزب كردي حاكم . و امير آخر مدعوم من حكومة اتحادية في بغداد . يكملهم شخص يدعي بالسلطنة يقف خلفة جماعات ايزيدية ترفض الامير المتحزب هذه التعددية تتميز باختلاف في الرؤى والتوجهات الاجتماعية التي تضع الإيزيديين أمام انعطافات خطيرة ، قد تفكك صفوف الايزيديين التي تعاني التشتت. قضية اخرى تحمل في ثناياها نقطة خلاف جوهرية بين أفراد المجتمع الإيزيدي، وهي قضية العودة الى سنجار ، حيث يرى بعضهم في العودة الى سنجار ضرورة لإعادة الحياة إلى طبيعتها واستعادة الروابط بالأرض والهوية، في حين يخشى آخرون من غياب الأمان واستمرار التهديدات التي قد تعرقل هذه العودة . هذا الانقسام يعكس حجم التحديات البيئية والأمنية التي تواجه الإيزيديين في رحلتهم نحو تحقيق استقرار دائم.و السؤال كيف السبيل لمواجهة المشكلات المتعددة للخروج من دوامة الأزمات التي تهدد الوجود الايزيدي ? حيث تتداخل الأبعاد الاجتماعية والأمنية والسياسية لتشكل عقبات متعددة أمام تحقيق أي تقدم ملموس والحاجة الى جهود مكثفة داخلية لتوفير الحماية والدعم اللازمين لإنجاز عملية البناء والتنمية في سعيهم نحو تحقيق مستقبل الاجيال من خلال تعزيز وحدتهم وتماسكهم ، تضمن للجميع العيش بأمان وكرامة. واستعادة مكانتهم وضمان حقوقهم الأساسية في وطنهم وبين شعوب العالم.