بيان : الذكرى السنوية العاشرة للابادة الجماعية الايزيدية ، جريمة انسانية عنصرية بحق الشعب الايزيدي العراقي

مجلس الأدارة العامة للاتحاد العالمي للجمعيات الايزيدية المستقلة.-المقر الدائم ، المانيا .

يستذكر الايزيديين داخل العراق وخارجه ، من رجال دين ومثقفين وناشطين وممثلي العشائر الايزيدية ، اليوم الأسود في 3 اب 2014 ، بقيام تنظيم الدولة الاسلامية ” داعش ” حملة عسكرية مروعة قتلت واغتصبت واستعبدت الالاف الايزيديين رجال ونساء وصبايا واطفال ، في قضاء سنجار ومحيطه . وهذا العمل الاجرامي اعتبرته محكمة العدل الدولية ومحاكم القضاء الأمريكي ، ان الذي حصل على نطاق واسع ابادة جماعية .
لقد كان هدف الحملة العسكرية التكفيرية الداعشية على الايزيديين المسالمين اجبارهم على تغيير ديانتهم التوحيدية التي هي امتداد للتاريخ السومري البابلي القديم . وجاءت هذه الحملة البرية الظالمة بعقلية القرون الوسطى ، وكانت مخططه مسبقا من جهات محلية عنصرية ومن جهات اقليمية دولية ، لابادة الايزيديين.
وهذا ما دفع آلاف الايزيديين ، الى ترك مناطقهم والهجرة الى دول الاتحاد الاوربي وخاصة ألمانيا .
وبعد مرور عشرة سنوات من المأسي والظلم والقتل والتهجير نرى هذه الايام وفود ايزيدية مرسلة من اطراف حكومية وحزبية كردية ، لزيارة ألمانيا من أجل قضية واحدة هي المطالبة بتطبيق “اتفاقية اربيل سنجار “، سيئة الصيت . ونحن من هذا المكان نؤكد لهولاء ، ان هذه الاتفاقية لا يمكن تطبيقها ،بسبب عدم مشاركة اهالي سنجار الممثلين الشرعيين ورفضهم لها علنا .
كما أن سنجار تعاني من وضع أمني صعب للغاية ، بسبب صراع الملشيات التابعة للحكومة العراقية وحكومة الاقليم وتنظيم ال(pkk )، وان أي محاولة لتاجيج الصراع ، يقود الى اقتتال الايزيديين فيما بينهم ، وهم المجندين في صفوف هذه الملشيات من أجل لقمة العيش ، هذه الجهات المتصارعة تريد احداث فوضى عارمة في مناطقنا الايزيدية . والحل الذي نراه باجماع الايزيديين ، هو تسليم الملف الامني الى اهل سنجار اصحاب المصلحة الحقيقية .
الأيزيديون، كهوية ومجتمع ودين، تعاني من التهميش والوصايا والتدخل في شؤونها المجتمعية والدينية من قبل الاكراد السياسيين في إقليم كردستان – العراق خلال العقدين الماضيين . من أجل فرض التسلط والهيمنة الكردية على اراضي الايزيديين ودفعهم للهجرة . وتزيف الصوت الايزيدي الحر لدى الجهات العالمية المؤثرة للدفاع عن حقوقنا وحماية وجودنا التاريخي .
وبعد مجزرة داعش في سنجار قدمت مأساة الأيزيديين في العراق الى دول المنطقة والعالم الحر ، مثالاً صارخاً على الفشل الحكومي المحلي في العراق في حمايتهم والاعتراف بحقوقهم المستلبة .. ورغم وجود قوانين الامم المتحدة التي من شأنها أن توفر الحماية الإنسانية للاقليات في كل انحاء العالم. وفي العراق غالباً يتم تجاهلها ، أو تطبيق اجندات وقوانين عنصرية محلية ، تقوض بشكل أساسي حقوق الأيزيديين. وتفرض عليها هويات منسوخة ودخيلة .
ولا تزال تلعب تلك القوى المحلية ، دوراً خطيرا في تقرير مصير المجتمعات الصغيرة ، وتفضيل المصالح السياسية الضيقة على حساب العدالة وحقوقنا المشروعة ، ونذكر ان الحقوق الأساسية المنصوص عليها في قانون حقوق الإنسان لعام 1948 او القانون الدولي الانساني الذي صدر في ستينيات القرن الماضي.شمل كل الاقليات المضطهدة في العالم .
وان التدخلات المحلية والاقليمية في حالة الأيزيديين ، تتعرض الى اعتداء وسلب الارادة و تهميش الحقوق في الجوانب الاجتماعية والثقافية وإنكار الحقوق القانونية والإنسانية. هذا الإهمال المستمر يعرقل تطبيق القوانين ويحرمنا من الحماية القانونية ، مما يتطلب إعادة نظرةشاملة في كيفية تطبيق هذه القوانين لضمان العدالة والحماية للجميع وإعادة تعزيز الهيكل القانوني الدولي والمحلي لضمان حريات وحماية الأقليات في العراق .
ومن الضروري بمكان منع فرض الأجندات السياسية الحزبية لحرمان الايزيديين من حقوقهم الأساسية ، سبيلا الى اقرار مشروع الاعتراف بالقومية الايزيدية المطرح الان في مجلس النواب العراقي . وبموحبة يتم الاعتراف الدستوري والقانوني بحقوق الايزيديين وضمان حمايتهم .
ولكن للاسف ، نرى ان ايديولوجية الأحزاب الكردية الحاكمة ، تقف بالضد من حق المجتمع الايزيدي بامتلاك هويته القومية .والسبب يكمن في تبنيهم لفكرة الوصاية والهيمنة من أجل صهر الايزيديين والاشوريين والاقليات الأخرى في العراق في بوتقتهم القومية الكردية ، وان اصحاب هذا الفكر يعرفون جيدا عدم صحة الادعاءات الكوردية الأيزيدية ، بسبب المصلحة السياسية والاطماع والاقتصادية في الاراضي الايزيدية تجعلهم يتمادون في عدم الاعتراف بالحق الايزيدي، هولاء الحكام يطمعون الحصول على الارض وما تحتها من ثروات ، وتكريد الانسان الأيزيدي الذي يعيش على ارضه ، ومطاردته أمنيا بقوة السلطة لاجباره على الهجرة من ارض الإباء والاجداد واحلال اكراد سورية وايران في ارضهم .
النخب الأيزيدية المثقفة وشبابنا يكافحون بكل ما لهم من قوة ، للمساهمة الفعالة في حركة التوعية الايزيدية ، سعيا الى الحصول على الحق التاريخي ، بالاعتراف العالمي بالهوية الايزيدية المستقلة وجعلها محورا لقضيته العادلة ، أننا، مصممون على المضي قدما في انتزاع الحقوق المشروعة للايزيديين في الدستور والقوانين العراقية من اجل حياة حرة كريمة للاجيال القادمة .
الايزيديين في المانيا وفي بلدان الاتحاد الاوربي وفي المهاجر ، حكومات هذه البلدان ٫ رغم اعتراف الحكومة الالمانية “بالجينوسايد الايزيدي ” ، لاتزال تعتبر ابناء ألشعب الايزيدي من الناحية الأثنية اما ( كردي – او عربي) في استمارات الهجرة . وتصدر السلطات الالمانية اوامر ترحيل الايزيديين الى بلادهم الأم العراق ومناطقهم الاصلية تحت مطلب الوفد الحكومي العراقي الذي زار ألمانيا قبل عدة شهر . بأن العراق يشهد الاستقرار .وهي كذبة كبيرة ، لان البنية التحتية في سنجار مدمرة بلا مدارس ولاخدمات ولا تصلح للعيش . لذلك تعتبر مطالبة الحكومة العراقية بعودة الايزيديين ، أمر منافي مع حقيقة ظروف الابادة القادسية والاليمة للشعب الأيزيدي ، وهذا ما اكده
اعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة بالقرار المرقم 295/61 المسمى ( اعلان حقوق الشعوب الاصلية ) الذي تضمن الحفاظ على الكرامة والحقوق الثقافية و الهوية والحق في التعليم والصحة والعمل واللغة وغيرها .
ويحذر الإعلان التمييز بين الاقليات والاقوام في العراق ، مثلا : “العرب والاكراد والتركمان المضمونة حقوقهم القانونية ، وبين الايزيديين والاشوريين المنسية حقوقهم وعدم الاعتراف بوجودهم ” لذلك ، نطالب الاعتراف بحقوق الايزيديين المنسية عمدا من بعض الجهات بدون وجهه حق ، وضمان الشعائر الدينية والتقاليد والاعراف الاجتماعية والثقافية واللغوية والاعتراف بهويتنا المستقلة وحمايتنا من التهديدات العنصرية باعتبارنا مواطنين عراقيين .
نطالب بحمايتنا من تدخلات الاحزاب الكردية وتهديدات رجال الدين ( السنة ) المسلمين في إقليم كردستان وفي العراق بسبب نزعات عنصرية لألحاق الأذى بشعبنا .
وبكل صدق ، نريد تثبيت هويتنا العرقية المستقلة – وعقيدتنا الدينية – ولغتنا الايزيدية ، بشكل رسمي وقانوني في مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة وفي البرلمان العراقي من اجل إثبات الحقيقة .
ونذكر في هذه المناسبة الأعمال الداعشية الاجرامية التي دفعت نحو (350) ألف فرد وعائلة ايزيدية للنزوح الى مخيمات تابعة للسلطة الكردية في إقليم كردستان ، ومنذ عشرة سنوات يعيش ابنائنا في مخيمات متهالكة تفتقر الى مقومات عيش الإنسان ، ولا تسمح تلك السلطات بعودتهم الى مناطقهم في سنجار ، رغم مناشدة وزارة الهجرة والمهجرين العراقية ، وقرارات الامم المتحدة .ولكن دون جدوى .
الاخوة الكرام
نتقدم الى الحكومة العراقية بالمطالب الاتية :

  • الاعتراف بالهوية القومية الايزيدية .واصدار قانون من البرلمان العراقي لضمان حقوقنا الدستورية .
  • ايقاف ترحيل الايزيديين من ألمانيا إلى العراق لعدم استتباب الأمن في قضاء سنجار .
  • نطالب دائرة حقوق الإنسان في الامم المتحدة ، فتح تحقيق دولي بالابادة الايزيدية .
  • جعل سنجار ادارة ذاتية ضمن جمهورية العراق وتدار من قبل اهل سنجار .
  • المطالبة بالغاء اتفاق اربيل – بغداد المرفوض من الراي العام الايزيدي في قضاء سنجار .
    -مجلس الأدارة العامة للاتحاد العالمي للجمعيات الايزيدية المستقلة.-المقر الدائم ، المانيا .
    كتب في:
    2 اب 2024.

Related posts

محاولات الأكراد لمحو الديانة الإيزيدية بكل الوسائل.. رووداو نموذجاً

أسطورة أڤدل أومرا ومقاومته للإمبراطورية الأكدية.

الصراع والنجاة: حقيقة دور مسعود بارزاني وعائلته في أزمة الإيزيديين .