
عجاج الأيزيدخاني
تعود جذور الديانة الإيزيدية إلى قرونٍ خلت، حيث شكلت تعبيراً حاضرًا عن التقاليد الروحية والثقافية للشعوب التي سكنت مناطق الشرق الأوسط، وخصوصًا في إيران. يُعَدّ شيشم الإله الشمس أحد الرموز المركزية في هذه الديانة، حيث يُعتبر تجسيدًا للقوة والضوء.تقع مدينة توريز الإيرانية في منطقة إيزيدخان الشرقية التي كانت تُعرف كموطن للأيزيديين قبل مجيء الملعون زردشت النبي. عُرفت توريز بتنوعها الثقافي والديني، ما جعلها مكانًا حيويًا للحوار بين الأديان والمعتقدات. استمرت الزعامة الأيزيدية في هذه المنطقة حتى القرن السادس قبل الميلاد، وهو التاريخ الذي يُعتقد أنه شهد بداية تراجع نفوذ الأيزيديين بسبب ظهور الديانات الأخرى.يُعَدّ شيشم رمزًا مهمًا في العقيدة الإيزيدية. يتمتع بمكانة عالية في البانتيون الإيزيدي، حيث يُعتبر الإله الذي يُعطي الحياة ويُبعث النور. تُظهر المخطوطات والمصادر التاريخية كيف كان يُحتفل به، مثل الاحتفالات التي كانت تقام في أيام معينة من السنة تكريمًا له.مع ظهور زردشت في القرن السادس قبل الميلاد، بدأت حكومات الإيزيديين في التراجع. تمدد ديانتنا الى اطراف تبريز الفارسية الشرقية شكلت نقطة خطيرة مع ظهور زرادست واثره على والوجود الايزيدي . ادى الى تراجع الدين الايزيدي في البلاد الفارسية اثر وقوع الحرب الزرادشتية – الايزيدية في زمن الملك كشتاسب الفارسي واستمرت تلك الحرب اكثر من ثلاثة مئة سنة . وحاول زرادشت تدمير الدين الايزيدي ولكن قدوم اسكندر المقدوني واحتلالة بلاد فارس وحرق كتب زرادشت. أنقذ الدين الايزيدي من الدمار . لذلك حافظ الدين الايزيدي على وجوده في بلاد الرافدين في العهدين السومري والبابلي .وفقًا للوثائق التاريخية، أدى التطور الفكري والروحي الذي أحدثته الأفكار الزرداشتية إلى تغيير في تركيبة المجتمع الديني في المنطقة. أشارت سجلات الفترة إلى أن الأيزيديين بدأوا في تفقد نفوذهم تدريجياً، مما أدى إلى نهاية حكمهم في مناطق مختلفة من إيران، وفي مقدمتها إيزيدخان الشرقية.تعد فترة حكم الأيزيديين في إيران، وخاصةً في مدينة توريز، فصلًا مهمًا من تاريخ هذه الديانة، حيث تعكس تأثيرات ثقافية ودينية عميقة. إن دراسة شيشم الإله الشمس يعطي لمحة عن البنية الروحية للإيزيديين ويقدم إطارًا لفهم الأحداث التاريخية المحيطة به.