دروس في الدين الايزيدي والتراث وارتباطه بالتاريخ وحضارات وادي الرافدين : السومري البابلي
لالش
الدرس الأول : كيف ننظر الى مفهوم الإصلاح الديني الايزيدي وعلاقته بالمجتمع والتراث والتاريخ والمثلوجيا الايزيدية ؟ نقول ان الدين االايزيدي يقوم على النصوص الدينية اولا وعلى المثلوجيا الايزيدية ثانيا المكونة من العرف والاسطورة الدينية والفكر والفلسفة والادب الثقافي الذي يكتبه المثقفين الايزيديين .
ولماذا الاصلاح الديني الايزيدي ؟ هناك اجماع من بعض المراجع الدينية الايزيدية ومن المثقفين وقادة الراي الايزيدي ، ان الدين الايزيدي والمثلوجيا الايزيدية تعرض خلال عدة عقود سابقة الى تاثيرات فكرية شخصية دخيلة من بيئات حزبية وسياسية خارج الدين ، وبسبب غياب رقابة ودور المرجعية الدينية المتمثلة ببابا شيخ ومجلسه الروحاني وتاثرها بالسياسية ، واعتقد بات واضحة ضرورة الحاجة الى اصلاح ديني ايزيدي علمي يقوم على فلسفة وعقلانية التراث الديني ومنظوماته العملية ، والعمل على تخليص رجال الدين من الافكار السياسية التي علقت بهم ، واعادة كتابة الفكر والتراث والتاريخ والادب الايزيدي بمنظور جديد يزيل تلك الاثار السلبية من الدين والتراث الايزيدي لذلك ننشد الى ما يلي :
- أن يكون الدين مصدر لتعليم وتربية ابناء المجتمع الايزيدي من الجنسين ، ومصدر سلام وتعايش مجتمعي مع الاخرين من الاديان والمذاهب والاعراق الاخرى وتوخي مصادر احتراب وتفريقٍ وتمايز دينيّ مع الاخرين .
- أن يكون الدين روحياً مجرداً من الدوافع السياسية ، وأن لايكون مدعاة للتكتل الإجتماعي المتوتر والمحرض على الفرقة.
- الإعتراف بالمعتقد الآخر المختلف داخل وخارج الدين وفتح مجالات الحوار الإيجابي البناء مع الاديان والمذاهب الاسلامية والمسيحية وغيرها ، واعتماد اسلوب التربية والتثقيف من خلال الدورات الدينية والقاء المحاضرات والتنمية المجتمعية بهذا الاتجاه لازالة او منع انتشار بذور الكراهية والنفاق التي تصدر من افراد او مؤسسات ضد الدين الايزيدي ، وعقد اتفاقيات تعاون مع زموز الاديان الاخرى لاشاعة السلام والوئام والمحبة بين سائر ابناء المجتمعات العراقية .
- أن يكون التراث العلمي الايزيدي ، وليس السياسة أو الأيديولوجيا، سبيلنا لفهم الحياة الإجتماعية والدينية والتاريخية والحضارية ، وأن يكون المنهج العلمي الدين والتراث ، مرتبطاّ جدليا مع التعليم والعمل في الوطن الواحد .
- بناء افكار ابنائنا المجتمع الايزيدي على أساس التراث العلمي والفلسفي وفصل الدين الايزيدي عن سياسات الاحزاب والحكومات ، وقيام المؤسسات الدائمة للدولة واحترامها بغض النظر عن تغير السلطة أو تداولها ، فالذي يحمي المجتمع من الشرور هو المؤسسات الثابتة والمعروفة في كل مكان في العالم كالتعليم والصحة والخدمات والقانون والعمل والدفاع وغيرها.
- بناء المجتمع الايزيدي في الاوطان والمهاجر على اسس حضارية علمية جديدة تقوم على أساس احترام حرية الفرد وحقوق الإنسان و قيم الديمقراطية ذات الطبيعة الانسانية والإعتراف بالآخر المختلف وتشجيع تداول السلطة سلمياً في الدولة التي يعيش فيها المواطنين الايزيديين وتنشيط دور الدولة الرقابي في نمو الإقتصاد والعمل والانفتاح على التجارب العالمية الاخرى والأخذ بعلومه وسياساته التي تقوم على المساواة وسيادة القانون بين افراد المجتمعات في الدولة .
- الكفّ عن البحث عن الحقائق المطلقة خارح العقلية البشرية والإهتمام بالتفاصيل على مستوى الحياة العملية اليومية، وبناء مجتمعاغت تحترم العمل وتنتج وتعيش من أجل الإبداع ونمو مستوى العيش ونبذ أفكار العدوانية والكراهية والتعالي على الشعوب والأمم بحجة الدين أو العرق ، والنبذ الكلي للعبودية والعنصرية العرقية التي تفرق ولا توحد واحترام حرية الناس جميعا.
الدرس الثاني : ماهو مفهوم الايزيدية ؟
ولماذا الاختلاف في تحديد معنى الإيزيدية ؟
الايزيدية هي ديانة سمحاء عريقة قائمة بذاتها على الإيمان بعبادة الخالق الواحد الاحد -خودي – اي الله . وبقدسية الملائكة السبعة وباحترام جميع الأديان والمعتقدات .
ان ما يؤكد قدم الدين الايزيدي النظرة الايمانية الى ( الهرم الديني) المكون من : النصوص المقدسة والطقوس والعبادات و الأعياد ونظام الحد والسد والمراتب الدينية ، يتبعها الإيزيديين في كل مكان وزمان وحتى يومنا هذا . الهرم الديني كان سائد في زمن الحضارات القديمة كالسومريين والبابلين والميتانيين ، حيث كان لكل مجموعة بشرية صاحب أو ملاك مسؤول عن الأمراض و الظوهر الطبيعية والفلك والخليقة والعالم السفلي وغيرها .
في مفهومنا الديني ، ان الخالق ، يكلف ملائكته بإدارة شؤون الكون، المجموعات البشرية ومنها المراتب الدينية تؤمن بخودان وهو ( ملاك) من بين الملائكة السبعة . و يكون لكل فرد (فرائض ) واجب تاديتها . و( خودانات) يرافقون الانسان من ولادته حتى بعد مماته . ولا يتكلمون معه مباشرةً ، و(الخادمين) لهذه الخودانات يرشدون مريديهم إلى طريق الإيمان بوحدانية الخالق
وبملائكته و اليوم الآخرة .
في عقد سبعينات القرن العشرين ، باشر عدد من المثقفين الإيزيديين بكتابات في مجلة التراث الشعبي ببغداد ، لتعريف الناس في هذا العالم الواسع بماهية الديانة الإيزيدية ،من خلال القصص والروايات والاعراف والاساطير ، اطلقوا عليها (المثلوجيا الايزيدية ) ، متجاهلين ان الدين الايزيدي يقوم على النصوص المقدسة المحفوظة على صدور المراجع وعلماء ورجال الدين الإيزيديين . ولكن بعض المثقفين وقعوا في اسقاطات واخطاء من في كتاباتهم مثل: قصة سجود الملائكة لآدم و ان طاووسي ملك هو (عزازيل) . ويعزى اسباب تلك الاخطاء، انهم لم يتمكنوا من وضع مخرجات لقصصهم ولرواياتهم وكتاباتهم تتفق مع موضوع الايمان الايزيدي .فاصطدمت محاولاتهم مع واقع النصوص الدينية المقدسة التي لها تفسيرات ايمانية وروحانية منطقية ، مغايرة لافكار واجتهادات البعض تماما .كما ان جهل وامية بعض رجال الدين المتاثرين بكتب الرحالة والعرب المسلمين وبطرحات سياسية وحزبية مؤخرا ، ساهمت في حرف الحقيقة الدينية . ووصل الامر ببعض الاشخاص الذين لا يرتقون الى منزلة عالم او رجل الدين ، بتاليف بعض القصائد او ابيات شعرية ، وقالوا عنها نصوص ايزيدية . على سبيل المثال : قول بطشايا ، قول الاربعاء ، قول خلمة. لكنهم ساروا في طريق التحريف .
وهذه المحاولات والمغالطات معروفة ومشخصة و مرفوضة من المرجعية ومن علماء الدين الملتزمين بمعاني ومضامبن النصوص الإيزيدية المقدسة ، لانها قدمت اجابات مقنعة ووافية لا تقبل الاجتهاء منها مثلا : (من هو طاؤوس ملك؟ ) بانه من ذات الله العظمى هو ليس عزازيل او جبرائيل . وقصة السجود لادم اسطورة غير واردة في قول الخليقةالايزيدية . فان عدم التمسك بالنصوص المقدسة وتفضيل الميثلوجيا على النصوص تحت ذريعه ان بعض النصوص ناقصة او محرفة . اوقوا انفسهم في الابتعاد عن الحقيقة . وفي غياب المدرسة الدينية الايزيدية وتعدد الكتب والمقالات المزيفة التي تسابقت دور النشر والصحف على نشرها . اثرت تاثيرا بالغا على تعليم وتربية وسلوك الايزيديين . الذين باتوا يتناقلون اراء وافكار وعادات مخطوئة ومحرفة ولا تمت بصلة بالمنهج الايزيدي الايماني .
جوانب اخرى ساهمت بالتحريف ايضا هي:
١. قيام دوائر ايزيدية مسيسة باصدار مناهج دراسية لطلاب الإيزيديين من الصف الأول حتى الصف العاشر تحمل مغالطات لنصوص للسبقات والاقوال التي استندت اليها .منها على سبيل المثال:
بأن الملاك الذي رفض السجود لآدم هو الذي نجح في الإمتحان . و بقية الملائكة التي سجدت رسبت في الامتحان الالهي ، ورغم فداحة هذا الخطا الايماني ، مازال بعض الكتاب و الباحثين الايزيديبن ، وحتى بعض رجال الدين الإيزيديين يدافعون عن هذه القصص الخرافية ، بينما الحقيقة لا يوجد نص ديني إيزيدي يثبت هذه الادعاءات .
٢. دخول بعض دعاة الثقافة والعلم الايزيدي ، في مجادلات عقيمة لمواضيع دينية ايزيدية مع ممثلي الأديان والمعتقدات في حوارات تجريها قنوات فضائية او في ندوات او مؤتمرات . وهذا خطأ فادح في اجراء مقارنات ببن الدين اليزيدي الباطني المغلق الذي تكون قبل الديانات الابراهيمية بالاف السنين ولا ينتسب الى نبي او رسول ولا يحمل كتاب مقدس كسائر الاديان .لذلك فان اي محاولة لفتح ابواب الجدل بين ديانة نشأت وتكونت في ازمان سحيقة .وتحمل فكرا الاهيا يرتبط بالدرة والخليقة الاولى . وبين ديانات لها زمانها ومكانها المختلفين . تعتبر محاولة غير موفقة .
٣. المشكلة الكبرى التي يواجهها الدين الايزيدي منذ زمن طويل ، هو غياب دور المجلس الروحاني في ادارة شؤون الايزيديين في الاوطان والمهاجر ، وغياب المدرسة الدينية في التربية والتعليم لابناء الايزيديين رسخ الانحرافات في التربية والتعليم الايزيدي . . وان الحل لمثل هذه المشكلة الصعبة هي فصل المجلس الروحاني الذي يرأسه البابا شيخ وعدد من موظفيه الدينيين عن منصب الامير والامارة الدنيوي . وعدم التدخل في الشؤون الروحانية والتعليمبة والتوجيهية .
الخلاصة :
الديانة الإيزيدية هي ديانة مشاعية بسيطة تنظم حياة الايزيدي الفرد في عباداته وايمانه بالخالق الواحد وفي الالتزام بالنظام الديني الاداني المقدس وكما يلي ؛
*الإلتزام بالزواج ضمن مجموعتك أو طبقتك الدينية .
- عبادة الخالق .وتقديس الملائكة السبعة النورانين ،
- لا وجود لقصة سجود الملائكة لآدم .
- ئيزي أو إيزيد و طاووسي ملك أسم من أسماء الخالق عند الإيزيدية، * النصوص الدينية الإيزيدية المقدسة وصلت لنا عن طريق أولياء الإيزيديين الصالحين من امين الوحي ملك آدي .