عجاج الأيزيدخاني
الأيزيدية واحدة من أقدم الأقوام التي ظهرت في بلاد مابين النهرين (ميزوبوتاميا) ما يأكد قدم القوم الأيزيدي ديانتهم الأيزيدية هي الطقوس والأعياد و التراث الشعبي الذي مازال يحتفظ به الأيزيدين إلى يومنا هذا، بسبب الإبادات الجماعية المتكررة على الأيزيدين تم تشفير الكثير من الموروث الديني لأجل الحفاظ عليه من الضياع ، في هذا البحث سوف أتحدث عن (السندلوك أو سندروك)سندروك هي بالظاهر صندوق يوضع فوقها اقمشة ملونة يتباك فيها زوار المزارات الدينية الأيزيدية ، مع الأسف الشديد يظن أغلب الباحثين وحتى عامة الأيزيدين بأنها تابوت علماً بأن تابوت العهد أو السكينة موجود عند ديانات اليهودية و المسيحية و الإسلامية وهو التابوت الذي حُفظت به ألواح العهد، وفقاً للتراث اليهودي. وهذا التابوت وُضع داخل قدس الأقداس بالهيكل. وهو مطلي بالذهب ومزين بإطار من الذهب لكن السندروك في الأيزيدية يختلف عن تابوت العهد و عن تابوت العادي ، حسب النصوص الدينية الأيزيدية المقدسة و تحديداً “قول شرفدين” فإن سندروك هو بوابة و مخزن للالبسة من الحرير و الكتان يلبسها أصحاب الإيمان عند ظهور (ملك شرفدين) . *المصدر : المرجع الديني شيخ صبحي نابو * تحتضن الميثلوجية الأيزيدية أسرارًا وألغازًا، تعكس عمق تقاليدها وغنى تاريخها. من بين هذه الألغاز، يبرز مفهوم “سندلوك ” كرمز بارز للبوابة الزمنية، وهو مفهوم يجسد الترابط العميق بين الأزمنة والأبعاد في العقيدة الأيزيدية. يعتبر هذا المفهوم دعوة لاستكشاف طرق انتقال الروح وأهمية الأماكن المقدسة.
سوف نقوم برحلة استكشافية لفهم المفاهيم الأساسية والرموز المحورية التي تعتبر لبنة أساسية في فهم” تناسخ الأرواح” ودور لالش النوراني، مسلطين الضوء على سندلوك كرمز للبوابة الزمنية في الميثلوجية الأيزيدية.تنطوي العقيدة الأيزيدية على إيمان راسخ بتناسخ الأرواح، حيث يُعتقد بأن الروح تتنقل بين العوالم المختلفة في رحلة تهدف إلى تحقيق الكمال والنقاء. هذه الرحلة ليست سوى دورة مستمرة، يُعاد فيها تجسيد الروح في أشكال مختلفة، تبعًا لأفعالها وتطورها الروحي في الحيوات السابقة. تُشكّل هذه العقيدة جوهر الرؤية الأيزيدية للوجود، مما يعزز من أهمية الفهم العميق للعوالم والبوابات الزمنية التي لها علاقة بانتقال الأرواح.ان طرق انتقال الروح بين العوالم في العقيدة الأيزيديةيعكس الإيمان بسندلوك البوابة الزمنية لشيخادي عليه السلام ، وهي طريقة فريدة ، ترمز إلى انتقال الأرواح بين العوالم في الميثلوجية الأيزيدية. يُنظر إلى هذه البوابة كجسر ميتافيزيقي يربط بين الحياة الدنيوية والعوالم الأخرى، موفرًا ممرًا للأرواح في رحلتها الأبدية. ولا تقتصر أهمية سندلوك على كونها مجرد رمز، بل تتعدى ذلك لتصبح مفتاحًا يفسر التداخل بين الزمان والمكان في إطار العقيدة الأيزيدية.يتجسد مفهوم سندلوك ليس فقط كبوابة زمنية بل كرمز للحكمة والمعرفة. يُعتبر موقع هذه البوابة، في لالش النوراني، الذي يعتبر خميرة الأرض في الخلق والتكوين ، وأول بقعة في الارض تحمل دلالات روحية عميقة. يسكنه الإيمان ، في القدرة على فهم سر هذه البوابة تكمن فيها إمكانية الإطلاع على الحقائق الكونية والتنقل الروحي بين العوالم، ما يعكس أهمية قصوى لسندلوك في المعتقد الروحي الايزيدي.يأخذ لالش النوراني مكانة مرموقة في الميثلوجية الأيزيدية، إذ يُعد المركز الروحي ونقطة الانطلاق لفهم الكون والتنقل الزمني. تتجلى أهميته ليس فقط في كونه موقع سندلوك بل كملتقى للطاقة الروحية العظمى، حيث يجتمع المؤمنون لأداء طقوسهم وتعزيز روابطهم بالعالم الروحي.
لذلك يمثل لالش النوراني مفتاحًا لفهم عميق للزمان والمكان في إطار الأيزيدية.تمثل البوابة الزمنية لسندلوك من حيث الزمان والمكان، عن كشف ديناميكيات الوجود وتجسيدات الروح. كما تعتقد الأيزيدية بعد ان يوصل الروح الى مرحلة التكامل يوصل الى كلمة السر ولهذا هناك قول مقدس ايزيدي ( سري خوة دا سرا خوة ندا ) اي بمعنى انهُ يضحي بنفسه وليس بسره . وهنا يستطيع الأيزيديون استكشاف مفاهيم الحياة والموت وإعادة التجسد، معززين بذلك فهمهم للدورة الكونية للأرواح. إنها تُعد ليس فقط بوابة مادية بل بوابة نحو فهم أعمق للعلاقات الزمنية والمكانية التي تَحكُم الوجود الإنساني.يمكن القول إن سندلوك تمثل أكثر من مجرد مفهوم أو رمز في الميثلوجية الأيزيدية؛ إنها تفتح الأفق أمام تقاليد غنية بالمعاني والتفسيرات للعالم. من خلال فهم سندلوك وتناسخ الأرواح، يمكن استيعاب أهمية لالش النوراني كمركز روحي يجمع كل خيوط الحياة والمعتقد في نسيج محكم. هذه الرحلة عبر الزمن والمكان في العقيدة الأيزيدية تُظهر عمق البحث الروحي والأمل في فهم أسرار الوجود في سندلوك، ولالش النوراني، وفي كل قصة ورمز، تكمن دعوة لاستكشاف العلاقة العميقة بين الإنسان والكون.