عجاج الأيزيدخاني
في أعماق تقاليد الديانة الأيزيدية توجد شخصية دينية و روحية مقدسة لها تأثيرها و دورها في الحياة الروحية لدى الأيزيديين هو “شرفدين” او “ملك شرفدين ” يعتبر رمزاً للقوة الإلهية وحامي الإيمان. تدور حول ملك شرفدين الأساطير والقصص التي تجسد صفاته الروحانية والدينية الخارقة لدى الأيزيديين. وهنا في المجال الديني و الروحي لدى الأيزيديين نتساءل من هو شرفدين؟ يعتقد غالبية الأيزيديين أن شرفدين هو الاسم الصحيح لابن شيخ حسن الآداني عليه السلام. كيف يعقل إن يكون شخص ديني بهذه المكانة الالهية؟ الشيخ “صبحي نابو” وهو عالم دين ايزيدي.يقول: إعتمادًا على النصوص الدينية الأيزيدية المقدسة التي هي مصدر الإيمان و الحقيقة لدى الأيزيديين فإن الاسم الصحيح للدين الأيزيدي هو شرفدين حسب ما ورد في السبقة الدينية (مه دين شرفدينا)، بينما الأيزيدية هي اسم القومية التي ننتمي إليها. شرفدين ليس أسم لأحد الأولياء ولا لأحد القادة الأيزيدين بل هو لقب تشريفي. عندما تتحدث النصوص الدينية الإيزيدية المقدسة عن شرفدين و تحديداً في “قول شرفدين” و قول الإيمان فالمقصود به هو ملك شرفدين عندما يظهر يتم فتح أبواب (سندروك ) للمزيد حول سندروك اضغط على الرابط https://ezida.org/%d8%b3%d9%86%d8%af%d9%84%d9%88%d9%83-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%88%d8%a7%d8%a8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b2%d9%85%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d9%82%d9%84%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a%d8%ab%d9%84%d9%88/
.علماء الدين الإيزيديين في شنكال و(المركه) يعلمون جيداً بأن شرفدين كان قائدًا على جبل شنكال و لم يستمد سره من أحد الملائكة السبعة بل كان سر شيخ حسن الآداني (احد الملائكة النورانيين السبع). إذاً المقصود هو سر طاووس ملك والذي يظهر بأسم ئيزي و بأسم ملك آدي (شيخآدي) ولقب ئيزي هو شرفدين و كذلك لقب شيخآدي كان شرفدين. ونقول لكل من يدعي بأن الأيزيدية فرقة منشقة عن أحد الأديان! انهم مخطئين و نقول بأن ديانتنا هي الأقدم و التي ظهرت قبل زمن السومريين بكثير في بلاد ما بين النهرين. الأيزيدية ديانة مسالمة عريقة قائمة بذاتها على الإيمان بعبادة الخالق الواحد وعلى الملائكة النورانيين السبع والتي تطلب الخير و السلام للبشرية جمعاء. وبهذه المناسبة نتقدم بخالص الشكر الى الشيخ صبحي نابو على توضيحاته القيمة جدا.يتمتع ملك شرفدين بمكانة متميزة ومقدسة بين أتباع الديانة الأيزيدية، حيث يُعتقد أنه يمتلك السر الألهي ومفتاح السندروك، ومنه يستمد القدرة الفائقة على الانتقال بين الأبعاد والعوالم. هذه الخصائص تجعل من شرفدين شخصية فريدة تحظى بإعجاب وتقدير عميقين لدى الأيزيديين مما يجعله محوراً رئيسياً في ممارساتهم الدينية والروحية. ينظر الى شرفدين انه رمز للقوة والحماية في كل مرة يواجه فيها الأيزيديين تحديات أو صعاب يتم استدعاء شرفدين كقوة معنوية توفر لهم الأمان والحماية. تكمن قدرته على الانتقال الفوري بين الأماكن والازمان في العديد من القصص والحكايات والأساطير الشعبية مما يعكس قدرته الإلهية على تجاوز حدود العالم المادي. لشرفدين دور حيوي في حراسة الأسرار الإلهية التي هي مفتاح الوجود والخلق عند الأيزيديين ويملك مفتاح السندروك الذي يسمح له بفتح أبواب الفهم والمعرفة الروحية مما يمكنه من تقديم الإرشاد والنصح للمؤمنين هذه الأسرار الإلهية تُعتبر من الأعمدة الرئيسية التي تقوم عليها الفلسفة والمعتقدات الأيزيدية. مفتاح السندروك ليس مجرد رمز عادي بل هو جوهر تواصل شرفدين مع العالم المتناهي و سبيله للتجول بحرية بين الأبعاد. وهي قدرة تضعه في منزلة رفيعة كوسيط بين الأيزيديين والعوالم العليا. مانحاً إياه دور الحارس والمرشد الروحي لهذه الديانة العريقة. ان إحدى السمات الأكثر إثارة للإعجاب في شخصية شرفدين هي قدرته على تجاوز حدود المكان والزمان (المكان). هذه القدرة لا تمكنه فقط من الانتقال الفوري بين الأماكن والأزمان المختلفة إنما تمكنه من الوصول إلى المعرفة والحكمة الإلهية وإنارة الطريق للأيزيديين لدعمهم وتوجيههم في رحلتهم الروحية. ملك شرفدين هو القلب النابض للديانة الأيزيدية ورمزها الأعلى للقوة الإلهية والحماية. من خلال شخصيته المقدسة وقدراته الخارقة يؤكد على العمق والغنى الروحي الذي تحظى به هذه الديانة.ومن هذا المنطلق نتوجه بالدعوى إلى أبنائنا وبناتنا الأيزيديين الانقياء إلى التأكيد على تقدر واحترام هذه التقاليد الايزيدية العريقة التي توفر لنا نافذة على ثقافة وإيمان زاخر بالأسرار والمعاني المتجسدة في الروح الايزيدية العليا والتي قد تبدو لغير المطلعين عليها بعمق على أنها خرافة أو اساطير ولكنها في جوهرها تؤكد على الحكمة الإلهية والبحث عن النور في داخل كل فرد ايزيدي نقي ومؤمن بالايزدياتي.