لجنة الثقافة للموقع
تعد منطقة الشرق الأوسط التي تعاني من تعددية أثنية ودينية مسرحًا لتقاطعات ثقافية ، وتبرز القوميات واللغات احدى التحديات في تعزيز التنوع الثقافي المجتمعي . ويشكل في الوقت ذاته، تقاطعات تقود الى احتكاك حول الهوية القومية واللغوية. بعضها تنادي بتقرير مصيرنا وبعضها الاخر تطالب بالاعتراف بوجودها وحقوقها المشروعة في اطار دستوري وقانوني في الدول التي تتبنى مبدأ المساواة . يظهر هذا جليًا في الخلاف المستمر بين الأيزيديين والأكراد السياسيين ، برز بشكل واضح في تقديم الكتلة الايزيدية النيابية في مجلس النواب العراقي قبل ايام ، مشروع الاعتراف بالقومية الايزيدية .
آثار هذا المشروبات خلافات سياسية واجتماعية وثقافية بين احزاب كردية حاكمة في إقليم كردستان تمارس دور الوصاية والتدخل غير المشروع في الشأن الايزيدي وترفض الاعتراف بالقومية الايزيدية ، وبين قوى ايزيدية شعبية منضوية في جمعيات ومنضمات عالمية تطالب بالاعتراف بقوميتها ولغتها المستقلة عن القوميات الأخرى داخل الدولة العراقية . هذا النوع من الصراعات ياخذ ابعادا تاريخية ومصيرية حول الهوية والوجود الايزي . كما يثير مشروع قانون القومية الأيزيدية. اكتسابة صفة التشريع القانوني ، او تاجيل النظر فيه بسبب ضغوطات سياسية كردية او عدم بلورة الوعي بين النواب لاهمية صدور هذا القانون .فان صياغة قانون القومية الأيزيدية يغرض الاعتراف بالهوية الأيزيدية كقومية مستقلة ذات حقوق ثقافية ولغوية وسياسية خاصة. هذا القانون، الذي ظهر كرد فعل لتجارب تاريخية مؤلمة وطويلة من الإقصاء والاضطهاد والتهميش، يثير جدلاً واسعًا ، إذ يُنظر إليه على أنه خطوة إلى الأمام نحو تعزيز الاعتراف القانوني والحقوقي للأيزيديين، لكنه في الوقت ذاته يُعد مصدر قلق لدى بعض الأطراف الايزيدية غير الواعية التي تخشى تأثيره على انقسام النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي.يعود الصراع بين الأيزيديين والأكراد إلى جذور تاريخية عميقة، حيث لعبت الجغرافيا والدين واللغة أدوارًا محورية في تشكيل ملامح هذا الصراع.
حيث شهدت المنطقة عدة مواجهات وفترات من التوتر، نتيجة للتداخل الثقافي والاختلاف في التطلعات القومية، مما شكل بيئة من العمل المستمر على التأقلم والتعايش، ولكن أيضًا من التنافس حول جوهر الخلاف بين الأيزيديين والأكرادتتمحور النقاط الرئيسية للخلاف حول الهويةالايزيدية المستقلة. وبين والهوية الكردية العنصرية .إن مسألة اللغة الايزيدية تلعب دورًا كبيرًا في تعميق الخلاف، حيث يُنظر إلى اللغة الأيزيدية كرمز للهوية والانتماء، وبالتالي فإن أي تهديد للغة يُعتبر تهديدًا لوجود الأيزيديين ذاته.تشكل اللغة الأيزيدية جزءًا لا يتجزأ من هوية الأيزيديين، مما يجعل الحفاظ عليها وتعزيزها ضرورة قصوى.
إن الإقرار باللغة الأيزيدية كجزء من تراث المنطقة وتاريخها يمكن أن يكون خطوة مهمة نحو الحد من الصراع الداخلي ، وينطوي على حساسًية يتطلب التعامل معها بحكمة وعقلانية. يحمل قانون القومية الأيزيدية الإمكانات لتعزيز السلام والتفاهم بين الأيزيديين والأكراد عبر الاعتراف بالحقوق والهويات المتنوعة. ومع ذلك، يتطلب هذا التنفيذ الدقيق للقانون مع ضمان الشمولية والعدالة لجميع الأطراف، لتجنب تكرار أخطاء الماضي وتفادي خلق أسباب جديدة للتوتر.ويبقى الحوار بين المثقفين العراقيين واصحاب الشأن من الايزيديين والاشوريين والتركمان والشبك ، للاتفاق على ميثاق يقوي الجبهة الداخلية العراقية . إلى جانب الجهود المبذولة لتعزيز السلم الاجتماعي ، يمكن أن يلعبا دورًا محوريًا في تحديد مسار هذا القانون وتأثيره على مستقبل العلاقة بين الأيزيديين والأكراد.ويظل قانون القومية الأيزيدية نقطة محورية تثير آمال متباينة، لكن في جوهر القضية يكمن السعي نحو تحقيق تعايش السلمي واحترام متبادل للتنوع الثقافي واللغوي في العراق . من الضروري أن يوجه هذا السعي بحكمة وبصيرة لضمان مستقبل أمن لكل العراقيين ، ينعم فيه جميع السكان بالامن والمساوات ويعزز من الدور الديمقراطي الاجتماعي بين فئات المجتمع العراقي في بيئة آمنة ومزدهرة.