عجاج الأيزيدخاني
منذ عقدين يعاني الايزيديون في شمال العراق من تدخل سياسي وحزبي كردي في مناطقهم مستغلين التوترات الامنية الذي تمر فيها سنجار ومحيطها . حتى اضحت هذه المشكلة القضية المركزية للأيزيديين في العراق وسط التعقيدات السياسية والامنية والثقافية ، تسببت في تقاطعات ذات طابع قومي شوفيني كردي واسلامي ومحاولة تشويه تاريخهم العريق وثقافتهم المميزة، يجدون أنفسهم اليوم في قلب الصراع حول الهوية القومية مع سلطات الكرد السياسية، التي تطرح تحديا يرتبط بدعوات اندماج ارضنا ومصالحنا مع كيان إقليم كردستان – العراق ، خاصة في هذه الايام الدقيقة والحاسمة متمثلة بمشروع الاعتراف بالقومية الايزيدية في البرلمان العراقي الفدرالية ، حيث يثير اتباع الحزبيين الايزيديين المستكردين الذين تحولوا الى ادوات مسيرة لخدمة اهداف كردية سياسية بالتقليل من شان القومية الايزيدية . رغم ان هذا الصراع ليس وليد اليوم، بل يعود الى غزوة داعش الارهابية التي احتلت سنجار واحدثت ابادة جماعية وهجرات الى العالم لحث عن مأوى امن ونزوح عشرات آلاف الايزيديين يعيشون في خيام لا تصلح للبشرية . ارادة الايزيديين القوميين والمستقلين قوية وراسخه لرفض للتمدد الحزبي الكردي الذي يستخدم ادواته السياسية لمنع بروز التيار الايزيدي القومي كممثل حقيقي لشعبنا الايزيدي في الوطن العراقي وفي المهاجر .ان علاقة الجيرة الايزيدية مع الشعب الكردي علاقة تاريخية تجمعنا معه اواصر التاريخ والمصالح المشترك كشعبين جارين .تكمن خلفية الصراع بين الأكراد والأيزيديين في تداخلهما التاريخي والجغرافي، حيث يعتبر الأيزيديون اراضيهم في سنجار وولاط وسهل نينوى جزء من أرض العراق بلاد الرافدين . بينما الاكراد من اصول فارسية وعثمانية عاشوا قرونا في اعالي الجبال فإن الأيزيديين، بعقيدتهم وثقافتهم المختلفة، رأوا في تحديد هويتهم القومية ضرورة ملحة للحفاظ على تراثهم الديني . وهذا التأكيد على الهوية القومية الايزيدية أسفر عن توتر مُحتدم مع الأكراد، الذين يرون في الاندماج تحت مظلة القومية الكردبة هدفا يحاولون تحقيقه بكل الوساىل غير المشروعه . مستغلين الفراغ الامني وصراع المصالح الاقليمية والدولي في منطقة سنجار .هذه الاوضاع المعقدة افشلت كل مخططات الأكراد لدمج الأيزيديين تحت راية القومية الكردية ، رفض الأيزيديون هذه المحاولات باعتبارها محواً لهويتهم الثقافية والدينية. لذلك برفض الايزيديين نخب وعشاىر ورجال دين الهوية الكردية التي تشكل تهديداً للوحدة القومية الايزيدية و للاستقرار السياسي في مناطقنا في هذا السياق، نذكر بدور الاحزاب الكردية في توظيف الإيزيديين المستكردين كمرتزقة في الصراعات المحلية، ويُنظر إليهم كأداة في يد الأكراد لإحكام السيطرة ومعاقبة الأيزيديين الرافضين للاندماج. يُسلط هذا الجانب الضوء على أسس الصراع، حيث يُستخدم العنف والترهيب كوسائل لفرض هويتهم الدخيلة على شعبنا كأساس لمشروع دولتهم المنتظرة التي تتمدد عبر الاراضي السورية الاطلالة على البحر المتوسط يحمل هذا المخطط الكردي تداعيات خطيرة على الامن والاستقرار السياسي والاجتماعي لمناطقنا . فمن يُمثل رفض الهوية القومية الايزيدية التي تفتح الابواب امام الايزيديين للاعتراف بحقوقهم المسروعة في دستور العراق الاتحادي وفيوالقوانين العراقية باعتبار الايزيديين مكون عراقي مستقبل . مما يعزز احتمالات التصدع الداخلي. و يسلط هذا الرفض الضوء على أهمية التنوع والتعددية كأساس لبناء مجتمع متماسك ومستقر.تكمن المخاوف الكردية من الاعتراف القانوني والرسمي بتشريع للاعتراف بالقومية الايزيدية افشال صارغ لاتفاقية اربيل سنجار سيئة الصيت .بعد ان حاول السياسيين في الاقليم توظيف جهودهم محلية وعالمية لتطبيق ذلك الاتفاق الذي رفضة شعبنا في سنجار الصامدة . اعتقاد أن ذلك يؤدي لا مجال إلى إضعاف النفوذ الكردي وافشار مخطط الاندماج واثارة المخاوف من اقامة كيان ايزيدي ذات هوية قومية تفرض خصارا على حدود الاقليم الشمالي الغربي . في خضم هذه الاوضاع والتحديات، يبقى السعي نحو تفهم أعمق ادور الايزيديين في صمان الأمن والاستقرار لعذه المنطقة الاستراتيجية من العراق . وضرورة لبناء مجتمع ايزيدي مع الاقليات العراقية الأخرى من التركمان والشبك والاشوريين يعزز الوحدةوالتقدم والنهضة لكل الاقليات العراقية . إن قصة الأيزيديين والأكراد تُعلمنا أن الهوية، بكل تجلياتها الثقافية والدينية، تظل عاملاً حاسماً في تشكيل المجتمعات وتوجيه مساراتها السياسية. وفي تحقيق التوازن في العلاقات والمصالح للحفاظ على الهوية المجتمعية والانسانية .
1 تعليق