درويش شنكالي
يعتبر مفهوم القومية من المفاهيم المتعددة الأبعاد، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالهوية الثقافية والتاريخية للشعوب.
القومية بصورة عامة ، هي شعور بالأنتماء والهوية المشتركة التي تجمع بين مجموعة بشرية معينة ، وغالبًا ما تكون مرتبطة بالأرض والتاريخ والثقافة واللغة والمصلحة المشتركة.
يُعتبر حق تقرير المصير القومي من الحقوق الأساسية التي ينادي بها القانون الدولي الإنساني ، “أن يكون لكل شعب الحق في تحديد هويته القومية ومستقبله السياسي) .
الشعب الإيزيدي، ينتمي إلى هوية قومية تاريخية تدعوا إلى الأعتراف بحقوقهم في الدستور والقوانين في العراق ، لأنه من الشعوب الأصلية كما وصفه إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة من ضمن القرار رقم (61/295) .المسمى إعلان حقوق الشعوب الأصيلة .
بهذا المعنى القومية الأيزيدية ليست جزء من قومية اخرى بتاتاً لا في العراق وخارجه .
ولا يحق لأي شعب آخر في العراق فرض إرادته السياسية او الحزبية عنوة على الأيزيديين تحت مسوغات زائفة . ومن يحاول تشويه صورة القومية الأيزيدية واعتبارهم جزء من الكرد او العرب هذه الدعوات تعتبر ذات صبغة أحتلالية مرفوضة جملة وتفصيلة ، وشكل من أشكال العنصرية والأستبداد السياسي لفرض إرادة شعب على شعب آخر .
إنَ الشعب الأيزيدي أعلن وطالبَ في كل المناسبات رفضه محاولات التدخل والوصايا الخارجية
وقد واجه العديد من المحاولات الخارجية منطلقاً من إيمانه التام بقوميته الأيزيدية ، سواءا كانت محاولات كردية أو عربية أو فارسية ، لأنها مغالطة تاريخية وتوصف من قبل شعبنا بـ”التسلط القومي” العنصري يتفرض بالقوة مستغلين الفراغ السياسي الوطني الذي يعانيه العراق . والعودة لدستور الدولة العراقية أعترافه صراحة بالحق القومي لما يُسمى بالأقليات العراقية ولكن الحكومات السابقة لم تعترف بالأيزيدية وعملت على تهميشها . المحكمة العراقية الأتحادية أعترفت بالحق الايزيدي وأعتبرته مكون عراقي أصيل لأول مرة منذ عقدين . رغم إعترافها بحق التركمان والشبك . و السؤال ما هو الرأي الأيزيدي تجاه المحاولات الكردية والعربية اعتبارا عامل اللغة شرط وحيد للمفهوم القومي !
الأدلة العلمية تشير إلى إنَ القومية لا تُحدد فقط باللغة، بل تشمل أيضًا عوامل أخرى اساسية مثل التاريخ المشترك، الثقافة، الدين، والتقاليد الأجتماعية . الأمم المتحدة أطلقت على جميع الأقليات القومية في العالم بضمنها الأيزيدية “من الشعوب الأصلية ” ومثلها أيضا في الأمريكتين لديها قوميات متميزة تعتمد على تقاليدها ومعتقداتها الروحية، بغض النظر عن اللغة التي يتحدثون بها.
ولإثبات أن القومية الإيزيدية هي قومية مستقلة وليست جزءًا من قومية أخرى يمكننا النظر في العوامل التي تحدد معنى القومية على الإيزيديين:
- الثقافة: الإيزيديون لديهم ثقافة فريدة تتضمن عادات، تقاليد، وطقوس دينية خاصة بهم، مما يميزهم عن ثقافات الديانات والشعوب الأخرى.
- التاريخ المشترك: للإيزيديين تاريخ طويل يمتد الى خمسة آلاف سنة متجذر في قِدم الحضارات السومرية والبابلية .
- اللغة: لغتهم تحتوي على مفردات وتعابير خاصة تعكس هويتهم الثقافية.
- الدين: الديانة الإيزيدية هي ديانة مستقلة بمعتقدات وطقوسها وأعرافها تميزها عن الديانات الأخرى في المنطقة.
- الأهداف العامة: الإيزيديون يسعون للحصول على الأعتراف بحقوقهم القومية وحماية هويتهم القومية من التدخلات الخارجية الإقليمية والمحلية ..
- الإثنية: الإيزيديون يعتبرون أنفسهم مجموعة إثنية (عرقية )مستقلة بغض النظر عن الروابط اللغوية أو الثقافية مع الشعوب الأخرى.
- الجغرافيا: الإيزيديون مرتبطون بمناطق جغرافية محددة ، ويعتبر موطنًا تاريخيًا لهم.
- الرموز الوطنية: للإيزيديين رموزهم الدينية والثقافية التي تعبر عن هويتهم منها الشعب الواحد والوطن الواحد والمصير الواحد .
بناءً على هذه العوامل، يمكن القول بأن الإيزيديين يمتلكون كافة مقومات الهوية القومية المستقلة، ولعل الأعتراف بالقومية الإيزيدية مسألة حضارية لشعب مُنادي بالحرية والديقراطية والمساوات بين أفراد البلد الواحد في الحقوق والواجبات في زمن العولمة ، وتعكس معاني حقوق الإنسان والتنوع الثقافي والإثني في العالم.
الخلاصة:
من الضروري أن يكون للشعوب الحق في تحديد قوميتهم بنفسهم، وإحترام هذا الحق من قبل الآخرين.واجب وطني . على هذا الأساس القومية هي تعبير عن الهوية الجماعية للشعب الذي يعاني من الاضطهادات وعدم الأعتراف بقوميته ولغته السومرية الأصلية يعتبر أجحاف صريح وواضح من الأطراف الأخرى ،
والشعب الأيزيدي متميز و فريد في تكوينه الثقافي والتاريخي.