مفاهيم في القومية الايزيدية : مكافحة الانحرافات والمحافظة على الاصالة
كان المجتمع االيزيدي في عقود سابقة من القرن العشرين ، يعيش عالما مختلفا تماما عما
هو عليه اليوم رغم محدودية الوسائل المادية والمعنوية ، اال ان االيمان وااللتزام الديني
بالطقوس والعادات واألعراف االجتماعية االيزيدية كان اعمق بكثير مع زيادة الوعي
وتحسين األحوال االجتماعية ، ومع دخول الشباب في المدارس والجامعات والوظائف
العامة . برزالتطورالثقافي والوعي المعرفي بصورة غير مسبوق ، شكل بداية للتقدم
اإلنساني خاصة مع ظهورالفكرالتقني والرقمي في ميادين االنترنيت وثورة المعلومات
واعالم التواصل االجتماعي “سوشيال ميديا “والعلوم والفنون وثورة االتصاالت الهائلة ،
اوجدت خيارات كثيفة بين الناس في الزراعة والصناعة والتعليم والعلوم المختلفة
واالنخراط في الوظائف العامة ، كانت عوامل تتماهى مع ذلك العصر ، الذي كان يعيش
فيه كل الناس من ضمنهم االيزيديين ، اذ أصبحت احوالهم العامة تتحسن في ظل األمان
واالستقرار وعدم التمايز قبل عام 2003 كانت الدولة تفرض نظمها وقوانينها على جميع
الناس بالتساوي في الحقوق والواجبات .
اليوم تبدل ذلك الزمان وبرزت الفوارق االجتماعية وانتشارتسيس األديان وانخرط رجال
الدين بال وعي في صفوف األحزاب الشعبوية ، الذي غير كثير من المفاهيم والقيم التي
كانت سائدة في الواقع االجتماعي والديني في الماضي القريب ان نقدا للواقع االجتماعي
والديني المتبدل لن يكون دقيقا ومحرضا على الخروج من نفقه المظلم مالم نبحث عن
األسباب التي فرضت الوقع السلبي، من اجل صياغة مجتمع ثقافي وتاريخي وايماني
صحيح وايقاف تراجع دورالتعليم والتراث الديني ، هذا المشهد رغم كاريكاتوريته بات عاما
ومالوفا ، الغالبية منشغلة بالهاتف المحمول والمصالح الذاتية والنفعية وتخليصه من عوامل
ضعفه وإيقاف انحدارة وحمايته من االنقرا ، رغم صعوباتها الشائكة بنا تملكه من
إمكانيات لتغيير سلوكنا االجتماعي وتجبر الشباب على الخروج على منظومة قيم العادات
والتقاليد ، وزرع قيم بديلة يصعب على قادة الراي االجتماعي مقاومة حالة انحدارالهوية
وتغيير العقول ببرامج سياسية وإعالمية واجتماعية رخيصة وضحلة .
باإلمكان تشجيع المبادرة واالبداع بما يؤدي الى انبثاق وعي جديد يسهم في تحقيق النهضة
الفكرية واالجتماعية والثقافية والفنية ، بمناهج تراثية علمية يتشكل من خاللها تغيير
المشهد الدخيل الداكن الراهن للمجتمع االيزيدي والعمل على نزع القشور الخارجية وجعله
اكثر ابداعا ووحدة وبهجة لألجيال الصاعدة والقادمة .