حيدر الاداني

المهتم بالتراث الأيزيدي

ديانة غير تبشيرية منغلقة ، لا تقبل ان يدخل في صفوفها من كان على دين اخر ، تؤمن بالخالق الواحد(خودئ) .

وتعني الايزيدية حسب الألواح السومرية(الطهارة، النقاء ، الاستقامة) تمتد جذورها إلى الحقبة السومرية والبابلية ، في حضارات بلاد الرافدين  .الايزيدية كباقي الأديان اثرت و تاثرت بالمعتقدات المحيطة بها ، لكنها لم تخرج من رحم دين اخر ، بل انها ديانة تنفرد بخصوصية عاداتها وطقوسها ومثلوجيتها  ، يميزها عن باقي المعتقدات والاديان  ، و يعطيها العمق التاريخي الذي استند عليه المؤرخين في تحديد فترة ظهورها . طاووس ملك: هو النور الأول ومن الذات العليا للخالق ، ومن نوره خلقت الملائكة السبعة .

وفي النصوص الدينية الايزيدية هو رئيس الملائكة.تنتشر معتنقي هذه الديانة في كل من جنوب شرق تركيا و شمال العراق وشمال سوريا وايضا في ارمينيا  ، ويقال كان لها وجود في الهند . وهاجر الكثير  من الايزيديين الى الدول الأوروبية  و استراليا و أمريكا  بسبب الحملات العنصرية الاسلامية المتطرفة خلال العصور الوسطى والحديثة واخرها ، الحملة الداعشية التكفيرية التي تسببت في الابادة الجماعية للايزيديين  في 3 اب 2014 في قضاء سنجار . لالش : لالش هي خميرة الارض و سر استقرارها و تعتبر موطن البشرية الأول والاقدم يقع ضمن واد جميل مكسو بالاشجار ،  يبعد حوالي ١٢ كم شمال غرب قضاء شيخان التابع الى  محافظة نينوى ، يقيمون فيها مراسيم  عيد جما أو “الجماعية” تعتبر من أطول الاعياد عند الايزيديين ، حيث تجرى فيها مراسيم دينية خلال سبعة أيام و يتوافد الايزيديون إليها من جميع انحاء العالم الى المعبد من أجل العبادة و الخير و التأمل …. الطبقات و الزواج في الديانة الأيزيدية : ينقسم المجتمع الإيزيدي إلى ثلاث طبقات (شيخ و بير و المريد) ،  للايزيديين خصوصية في الزواج تختلف كليا عن باقي الاديان و الشعوب  هذا ما يميزها بالطهارة  والنقاء و إرث تاريخي عظيم  ، تحرم الزواج من ديانات الأخرى ، و حتى بين هذه الطبقات الثلاثة( الشيخ والبير والمريد ) . الصوم في الديانة الأيزيدية:  

“هناك نوعان من الصوم في  الديانة الايزيدية .اولا “صوم إيزي”  وهو فريضة على كل الإيزيديين بمختلف طبقاتهم، و يمتد لثلاثة أيام في منتصف شهر 12 من كل عام. و يبدأ يوم الثلاثاء، وينتهي صباح يوم الجمعة، ويكون ذلك اليوم يوم عيد”.أما الصوم الثاني، “فهو صوم يقتصر فقط على رجال الدين الذين فرض عليهم صوم أربعين يوماً في الصيف وأربعين يوماً في الشتاء” . وفي نهاية الصوم لهم عيد  يقصونه بالعبادة والطقوس المقدسة في معبد لالش النوراني . الدعاء في الديانة الإيزيدية : يبدأ الفرد الإيزيدي سواء كان رجلاً أو امرأة، في الصباح الباكر قبل شروق الشمس بغسل يديه ووجهه، ويفضل تغطية رأسه. ثم يربط حزاماً على ظهره ويبدأ بالتوجه من مكان نظيف. يبدء بوضع يده اليمنى على اليسرى ، متجها الى الشمس، و يبدأ بالدعاء لربه و نفس الحالة  بالنسبة لدعاء الصباح وايضا الدعاء الغروب وأما دعاء شهادة الدين فيكون في وقتها قبل النوم . الازياء التقليدية عند الايزيديين تتصف بالتميز والجمال والنظافة و أكثر ما يميزه “اللون الابيض ” الذي يشير إلى السلام والتسامح و النقاء ، و دليلا على وجود السلام والطمأنينة  والتسامح في هذه الديانة العريقة .

وعندما يرتدي الفرد الايزيدي الزي التقليدي يشعر بالفخر و السعادة لأنه يساهم بأحياء تراث أجداده القدماء عبر التاريخ . رغم أن الإيزيديين يدعون الخير للجميع إلا أنهم تعرضوا لـ 74 حملة إبادة جماعية على مر العصور. و نتيجة لتلك الحملات، خسر الإيزيديون العديد من نفوسهم وتدمير قراهم وقتلهم وسبي نسائهم واجبارهم على الهجرة .وقعت حملات الابادة في تركيا والعراق وسوريا، و عام 2014 ارتكب تنظيم داعش الإرهابي، جرائم  قتل الرجال والصبايا بدم بارد ، وأسر وبيع العديد من الفتيات في أسواق النخاسة ، و هناك حتى الآن أكثر من 2000 فتاة إيزيدية مصيرهن مجهول منذ عشرة سنوات .